بسم الله الرحمن الرحيم
وبهِ نستعين ..
قال العلامّة محمد بن صالح العُثيمين - رحمهُ الله - :
قوله : ( اللهُمَّ أعني على ذكركَ وشُكركَ وحُسن عبادتِك )
هذا دُعاء من العبد أن الله يعينه على ثلاثة أشياء :
* الذكر
* الشكر
* حسن العبادة ,
لأن المؤمن لابد أن يجمع في عبادته بين الذُّل لله عزّ وجَّل , والإفتقار إليه , وعبُوديته ..
{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } ( 5:الفاتحة )
وأظُنّ أننا لسنا في المرتبّة الأُولى في هذا المقام , لأن الناس في هذا المقام أربعّة أقسام :
1- منهم من يعبد الله ويستعينه
2- ومنهم من لايعبد الله ولايستعينه
3- ومنهم من يُغلب جانب الإستعانة
4- ومنهم من يُغلّب جانب العبادّة .
وأعلى المراتب الأُولى ..
أن تجمع بين العبادّة والإستعانة .
ولـ ننظر في حالنا الآن - وأنا أتكلم عن حالي -
دائماً نُغلِّب جانب العبادَّة , فتجد الإنسان يتوضأ وليس في نفسه شعُور أن يستعين الله على وضوئه ,
ويُصلي وليس في نفسه شعور أن يستعين الله على الصلاة وأنه إن لَم يُعنه ما صلَّى .
وقُلنا :
الناس ينقسمون أربعة أقسام , لكن الحقيقة أننا في غفلّة عن هذا ,
مع أن الإستعانة نفسها عبادَّة ,
فإذا صليّت - مثلاً - :
وشعرت أنك تُصلي لكن بمعُونة الله وأنهُ لولا معونةُ الله ما صليّت , وأنكَ مُفتقرٌ إلى الله أن يُعيّنك حتى تُصلي , وتتم الصلاة , حصلت عبادتين :
الصلاة والإستعانَّة .
فأكثر عباد الله - فيما أظنُ الآن والعلمُ عندَ الله -
أنهم يُغلِبُّون جانب العبادّة , فتراهُم يُغلِبُون جانب العبادّة , ويستعينون بالله في الشدائد ,
فحينئذٍ يقولُ أحدهم :
اللهمَّ أعني , لكن في حال الرخاء تكون الإستعانّة بالله قليلّة من أكثر الناس .
كما أن بعضُ الناس تجد عندهم تهاوناً في العبادات لكن عندهم إستعانّة بالله ,
كل أمورهم يقولون :
إن لَم يُعِنَّا الله مانفعلُ شيئاً , حتى شِراك نعالهم مايُصلحه إلا مُستعيناً بالله ,
هذا حسن من وجه ولكنهُ ضعيفٌ من وجه آخر , ومن الناس من يعبّد الله ويستعينه ,
يجمع بين الأمرين ويعلم أنه عابدٌ لله متوكِلٌ عليه , ولهذا دائماً يقرن الله تعالى بين العبادّضة والتوكل ,
والتوكُل هو : الإستعانَّة ,
{ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ } ( هود:123 )
{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } ( 5:الفاتحة )
ومن الناس من لايعبد الله ولايستعينه - والعيّاذُ بالله - وهؤلاءِ المُلحِدون فهَؤلاءِ لايستعينون الله ولايعبدون الله .